SlideShare a Scribd company logo
1 of 7
‫تأتي هذه الورقة حول أهمية المدافعة والتدافع في مشروع اللصل ح، الذي اتخذته حركسسة التوحيسسد واللصسسل ح أساسسسا‬
‫لعملها وتحركها في المجتمع، وبغرض مشاركة أعضاء مجلس الشورى في رسم خارطة الطريق أو التوجهات العامة لعمليسسة‬
‫التدافع، تأتي هذه الورقة على شكل تساؤلت أو أسئلة عامة، تنطلق من الواقسسع لتحسساول رسسسم معسسالم التحسسرك فسسي المسسستقبل،‬
‫وذلك من خلل التركيز على أربعة عنالصر أساسية أو أربع ضرورات؛ وهسسي أول ضسسرورة التحلسسي بسسالرو ح التدافعيسسة، وثانيسسا‬
                      ‫ضرورة الوعي بطبيعة التدافع، وثالثا وجوب تحديد الخر، ورابعا ضرورة العمل على تطوير آليات التدافع.‬

                                                                                                                                                               ‫1- التحلي بالرو ح التدافعية‬

‫إن مشروع اللصل ح يقوم أساسا على التدافع اليومي والمستمر مع الفساد والمفسدين، وهو عملية متوالصلة. ولذلك‬
‫فإننا في حاجة دائمة ومستمرة إلى التحلي بالرو ح التدافعية والستعداد الجيد لهذه العملية والتسلح بالنفس الطويل، من خلل‬
‫الوعي أول بأن عملية التدافع سنة كونية من سنن ال تعالى في خلقه، وثانيا بأنها عملية مسسستمرة ومتوالصسسلة، ثسسم ثالثسسا مسسن‬
                                                                     ‫خلل اليمان بمركزية التدافع القيمي في مشروع اللصل ح.‬
                                                                                   ‫أول : الوعي بأن عملية التدافع سنة كونية‬

‫ِد َِد َ الْ ِد َ‬
‫جعل ال سبحانه وتعالى "سنة التدافع " في هذا الكون من أجل استقامة الحياة ولصلحها، حيث يقول سبحانه )ولول‬
                                     ‫دفاع ال الناس بعضهم ببعض لفسدت األرض ولسكن ال ذو فضل على العالمين(.‬
                                       ‫نيِ ِد َ وُ ِهّ َهّ ِد َ ِد َ الْ ِد َ وُ الْ نيِ ِد َ الْ ع ٍ َهّ ِد َ ِد َ ِد َ نيِ ِد َ الْ وُ ِد َ ِد َ نيِ َهّ َهّ وُ ِد َ الْ ع ٍ ِد َِد َ الْ ِد َ ِد َ نيِ ِد َ‬

‫وقد جعل سبحانه من سنته في خلقه أن يكون الحد من الشر أو التقليل من انتشاره بوجسود الخيسر وأهلسه، تمامسا كمسا‬
                                                   ‫يقلل أويوقف انتشار األوبئة واألدواء من خلل وجود األدوية والعلجات.‬

‫وهذا دليل على أنه ليس في هذه األرض لصل ح مطلق ول فسسساد مطلسسق، ولكسسن بينهمسسا تسسدافع، وهسسو مسسا يسسوجب علسسى‬
‫الرسساليين والمصسلحين أن يستحضسروا دومسا هسذه الحقيقسة وأن يعيشسوا بهسذا النفسس، وأن يسستمروا فسي التسدافع علسى هسذا‬
                                                                                                                ‫األساس.‬
                                                                                     ‫ثانيا : الوعي بأن التدافع عملية مستمرة‬

‫إن عملية التدافع عملية مستمرة، وستبقى مستمرة ما دامت األرض مستمرة. يقول الشسسيخ محمسسد الحسسسن بسسن السسددو‬
‫في تعليقه على الية السابقة إن األرض ل زالت مستمرة وسسستبقى مسسستمرة مسسا دام التسسدافع فيهسسا مسسستمرا، ولسسو عسسم الصسسل ح‬
‫بشكل مطلق، لكان مكان أهلها هو الجنة وليس األرض، ولو عم الفساد بشكل مطلق وانتهى منهسسا أهسسل الصسسل ح، وبقسسي فيهسسا‬
‫فقط أهل الفساد، لخسف بهم، وانتهت الحياة النسانية من على فوق األرض. ولكن ما دامسست األرض مسسستمرة فهسسذا يعنسسي أن‬
‫المدافعسسة لزالسست مسستمرة، وسستبقى مسستمرة ومفتوحسة بيسسن جمهسسور األمسة المعسستز بثوابتهسا الحضسارية والثقافيسة والدينيسسة‬
‫والمتشبث بحاكمية المرجعية السلمية على ما سواها من المرجعيات، وبين تلك األقلية المسنودة من الخسسارج، والمسسستقوية‬
                ‫بمراكز النفوذ وممارسة الضغوط لفرض حاكمية المواثيق الدولية على المرجعيات الدينية والدستورية الوطنية.‬

‫ولذلك فإن استمرار حيوية المدافعة، وتجديد بواعثها، وتطوير آلياتها شرط أساسسسي لنجسسا ح أي إلصسسل ح اجتمسساعي أو‬
                                                                                                        ‫تجديد حضاري.‬
                                                                 ‫ثالثا : الوعي بمركزية التدافع القيمي في مشروع اللصل ح‬

‫وذلك باألساس من خلل استحضار قول ال تعالى ) واتقوا فتنة ل تصيبن الذين ظلموا من وُ سمالْ خالصسسة واعلمسسوا أن ال س‬
  ‫ِد َ الْ ِد َ وُ الْ ِد َ َهّ َهّ‬ ‫ِد َ َهّ وُ الْ نيِ الْ ِد َ ل ً َهّ وُ نيِ ِد َ َهّ َهّ نيِ ِد َ ِد َ ِد َ وُ الْ نيِ ك‬
‫شديد العقا نيِ ( )األنفال  : 52(، فال سبحانه وتعالى يبين من خلل هذه الية، أن الفتنة إذا عمت فإنها لسسن تصسسيب فقسسط السسذين‬  ‫ِد َ نيِ وُ الْ نيِ ِد َ ب‬
‫ظلموا، ولن تكون فتنة خالصة بهم وحدهم، بل ستعم الجميع. ولذلك فإنه يتحتم على رافعسسي شسسعارات اللصسسل ح، والمنخرطيسسن‬
‫في مشاريعه التجديدية، أن يكونوا أكثر حرلصا من غيرهم، علسسى منسسع التجاهسسات الستئصسسالية المسستلبة مسسن تسسدمير الرلصسسيد‬
                                                           ‫القيمي للمجتمع، وتعريض مناعته الحضارية للخطار األخلقية والجتماعية والثقافية.‬

‫ولنا في حديث السفينة عبرة : حيث يقول النبي ‪) :  e‬مثل القائم على حدود ال والواقع فيها كمثل قوم استهموا علسسى‬
‫سفينة فألصاب بعضهم أعلها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقسسالوا : لسسو‬
‫أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا، فإن يستركوهم ومسا أرادوا هلكسوا جميعسا، وإن أخسذوا علسى أيسديهم نجسوا ونجسوا‬
                                      ‫ل ً‬                                                      ‫ل ً‬
                                                                                                   ‫جميعا( رواه البخاري.‬
                                                                                                                  ‫ل ً‬

                                                                                                  ‫2- الوعي بطبيعة التدافع‬

‫قبل الشروع في أي عمل أو الدخول في أي تدافع أو تنسافس، فسإنه لبسد مسن البسدء بتحديسد طبيعسة هسذا العمسل أو هسذا‬
                       ‫التدافع، ولذلك فإننا سنحاول التركيز أول على مجالت هذا التدافع حول القيم، ثم بعد ذلك نتطرق لميادينه.‬
‫>!--]‪<--[if !supportLists]--> - <!--[endif‬ففيما يخص مجالت التدافع فإنه يمكن تحديدها على األقل خلل هذه المرحلة،‬
                                                                                                ‫في خمسة مجالت أساسية وهي :‬
‫أول المرجعية السلمية، حيث إن المتأمل في عسسدد مسسن الحملت والخرجسسات العلميسسة والتحركسسات السستي تقسسوم بهسسا بعسسض‬
‫الجهات بشكل محموم، يجد أنها نصبت نفسها في موضع الخصومة، بل والعداوة بشكل فاضح، للمرجعية السلمية. كما‬
‫يجدها قد ندبت نفسها وكرست كل جهودها وتحركاتها مسن أجسسل اخستراق البنيسسة المجتمعيسسة وإضسسعافها مسسن السسداخل، دون‬
‫الخجل من العلن عن التنسيق مع الخارج والستقواء به وطلسسب الحمايسسة والمسسدد والعسسون والتمويسسل منسسه، إضسسافة إلسسى‬
‫سعيها إلى ممارسة الضغوط علسسى الدولسسة وابتزازهسسا، سسسواء مسسن خلل بعسسض السسدول األجنبيسسة وسسسفاراتها، أو مسسن خلل‬
‫منظمات خارجية ودولية، في سعى منها للدفع نحو تجاوز المرجعية السلمية والقفز عليها، وذلك من خلل الدعوة إلسسى‬
‫جعل المرجعية العليا للمواثيق الدولية دون أي تحفظ علسى أي بنسد مسن بنودهسا المخالفسة أو المصسادمة لمرجعيسة الشسعب‬
                                                                                                              ‫المغربي وهويته.‬
‫ثانيا الهوية، سواء اللغوية أو الدينية، حيث يتم التهجسسم علسسى اللغسسة العربيسسة وافتعسسال معسسارك ممنهجسسة ضسسدها، لجهساض أي‬
‫محاولة لعادة العتبار لها في الدارات والمؤسسات العمومية، وذلك من طرف فئة فرنكوفونية تسعى إلى الحفسساظ علسسى‬
‫سيطرة اللغة الفرنسية داخل الدارة وفي المعاملت الرسمية. ويتم في سبيل ذلك أحيانا الركوب علسسى الثقافسسة األمازيغيسسة‬
‫في محاولة لتوظيفها ضد اللغة العربية واختلق التضاد بينهما، وأحيانسسا أخسسرى بالسسدعوة إلسسى تبنسسي الدارجسسة فسسي مناهسسج‬
                                                                                                   ‫التدريس والكتابة والقراءة.‬
‫كما يتم، بنفس األسلوب والمنهج، التهجم على القيم السلمية وعلى تاريخ السلم، والعمسسل علسسى تحييسسد أحكسسام السسسلم‬
                                                                                        ‫عن الحياة العامة وتهميشها وإقصائها.‬
‫ثالثا مجال األسرة والمرأة ، الذي ألصبح يمثل مجال حيويا فسسي معركسسة التسسدافع الحضسساري، بيسسن النمسسوذج األلصسسيل والنمسسوذج‬
‫المسسستورد. بيسسن النمسسوذج الجمسساعي المتضسسامن المتسسآزر المتكامسسل المتعاضسسد، والنمسسوذج الفردانسسي األنسساني السسستهلكي‬
‫المستلب. بين نموذج اللتزام والمسؤولية والستقامة، ونموذج النحلل والتفسخ والعفوية والعبثية. بين القيم والمعاني‬
‫والمبسسادئ والداب، وبيسسن اللقيمسسة واللمعنسسى واللمسسسؤولية. إنهسسا معركسسة القيسسم ومعركسسة الغسسزو الثقسسافي، السستي تسسسعى‬
‫لزعزعة األسس التي تقوم عليها األسرة، وزرع بذور الشسسقاق بيسسن الرجسسال والنسسساء، والعمسسل علسسى رفسسع سسسن السسزواج،‬
‫والمطالبة بمراجعة نظام الرث الذي يقوم على أساس الشريعة السلمية، وغير ذلك من المواضيع الستي تعرقسل السزواج‬
                                                                                                      ‫وتقوض استقرار األسر.‬
‫رابعا مجال األخلق والسلوك والعادات، الذي ألصبح مجال للستهداف من طرف دعاة الشسسذوذ والتحسسرر الجنسسسي والتفسسسخ‬
‫والنحلل األخلقي السسذين يتبنسسون المسسدخل الحقسسوقي فسسي سسسعيهم لهسسدم األخلق، ومسسن طسسرف سماسسسرة شسسبكات السسدعارة‬
‫ولوبيات التجار في الجنس الذين يتبنون المنطق القتصادي في دعمهسسم للسسسياحة الجنسسسية وسسسياحة الشسسواذ والمطالبسسة‬
                                                             ‫بتقنين الدعارة والدفع في اتجاه القناع بجعلها موردا ماليا للدولة.‬
‫خامسا مجال الفن والعلم ، وذلك من خلل استغلل بعض الفنون مثل السينما من أجسسل الترويسسج للظسسواهر الشسساذة ونشسسرها‬
‫وإشسساعتها فسسي المجتمسسع، واسسستغللها كمنسسبر للتهجسسم علسسى األخلق وعلسسى الهويسسة وتوظيفهسسا فسسي محاربسسة التوجهسسات‬
‫السلمية، وتشويه الذوق العسسام، والتحقيسسر مسسن اللغسسة العربيسسة، ثسم مسسن خلل اسسستغلل النفسسوذ والسسيطرة علسسى القنسسوات‬
‫التلفزية العمومية، وتوظيفها في المعارك اليديولوجية ومحالصرة ألصحاب التوجهات السلمية، وأنصار الهويسسة واللغسسة‬
                                                                                                                      ‫العربية.‬
‫><أما فيما يخص ميادين التدافع فإننا نقصد بها الميادين أو الفضاءات التي يتم التنافس بين الفاعلين على استقطاب نخبهسسا أو‬
‫التأثير في توجهاتها وقراراتها، باعتبارها أطرافا فاعلة بشكل أو بآخر في لصياغة التوجهات العامة للمجتمع وفسسي لصسسناعة‬
                                                                      ‫القرارت والقوانين الحاكمة، ويمكن حصرها في أربع فئات :‬
‫أول الجمهور أو الرأي العام باعتباره الطرف المعني أول وأخيرا بالتوجهات المجتمعية وبالختيارات والقسسرارات المصسسيرية‬
‫للمجتمع من ناحية، ومن ناحية أخرى باعتباره قوة ضاغطة وكتلة ناخبة لها رأيها الذي يتوجب أن يؤخذ بعين العتبار،‬
                                                 ‫والذي يجب أن يكون محددا أساسيا في لصياغة التوجهات العامة للمجتمع.‬
‫ثانيا النخبة، باعتبارها قائدة المجتمع وفاعلة في لصياغة قناعاته وتوجهاته العامة، سواء الفئسات المثقفسسة والعالمسسة الستي تتسولى‬
‫مهمة التفكير والتوجيه داخل المجتمع، أو فئات الفاعلين القتصاديين وألصحاب المال واألعمال التي تمتلك القوة القتصسسادية‬
                                                 ‫والمالية، وتتولى التمويل والدعم المادي للمشاريع واألفكار على أرض الواقع.‬
‫ثالثا الدولة ، باعتبارها المسؤولة عن تطبيق القوانين وعن حماية المجتمع وحماية أمنه واستقراره المادي والمعنوي، وعن‬
‫الدفاع عن ثوابته ومبادئه وهويته، وعن أسس اجتمساعه ووحسدته وتماسسكه، وباعتبارهسا الجهسة الستي تمتلسك الشسرعية‬
                                              ‫القانونية والقوة المادية لتنفيذ التوجهات العامة والقوانين الحاكمة في البلد.‬
‫رابعا الخارج، أو المؤسسات والهيئات والمنظمات األجنبية والدولية، التي تعتبر جهات ضاغطة على الدول والحكومات مسسن‬
‫منطلق الكونية والعالمية، خالصة بعد أن تم حسم عدد مسسن المواضسسيع داخليسسا علسسى مسسستوى السسرأي العسسام، فعمسسدت بعسسض‬
‫األطراف إلى نقل المعركة للخارج وإلى أروقة المؤسسات األجنبية والهيئات الدولية، مسسن أجسسل السستقواء بهسسا فسسي وجسسه‬
‫الدولة، باعتبار أن العالم يشكل وحدة موحدة ومصيرا مشتركا، وبالتالي يجب أن يتبنى قيما واحسدة موحسسدة، وهسذه القيسم‬
                                                                                     ‫ليست إل قيم الغرب الغالب والسائد.‬
‫ويبقى التساؤل هنا مطروحا على الحركة السلمية وعلى أنصار الهوية والقيم واألخلق، حسسول مسسدى الحضسسور فسسي‬
                ‫هذه الميادين كلها، ومدى استيعابها وامتلك أدوات مخاطبتها، ومدى القدرة على التوالصل معها والتأثير فيها.‬

                                                                                                    ‫3- العمل على تحديد الخر‬

‫بعد تحديد طبيعة التدافع ومجالته وميادينه، وقبل تحديد آليات الخر وأهدافه، يجب أول التعرف على الساحة وعلسسى‬
‫الفاعلين فيها، من أجل تحديد الخصم من الصديق، وذلك من خلل تصنيف مختلف الفاعلين المجتمعيين بناء علسسى مسسواقفهم‬
‫ومواقعهم من عملية المدافعة، ثم بعد ذلك ننتقسسل إلسسى تحديسد آليسات اشسستغال الخصسسوم، ثسم أهسسدافهم الستي يعملسون مسسن أجلهسا‬
                                                                                                        ‫ويركزون على تحقيقها.‬
‫· >--]‪<--[if !supportLists‬أول بالنسبة لتصنيف الفاعلين المجتمعيين، فإنه من زاوية نظرنا كمدافعين‬                   ‫>!--]‪<!--[endif‬‬
‫عن المرجعية السلمية وعن الهوية والقيم واألخلق، يمكن تصنيفهم إلى أربعة ألصناف : لصنف األلصدقاء ولصنف الحلفاء ثم‬
                                                                                                    ‫المحايدون، وأخيرا الخصوم.‬
‫ونقصد باأللصدقاء كل الفاعلين في الحقل الديني، والوطنيين الغيورين على الثوابت الدينيسسة والوطنيسسة وعلسى الهويسة‬
‫والمرجعية السلمية. أما الحلفاء فنقصد بهم كل المتضررين من الفساد، ألنه قد يكون من بين العلمانيين أو من بيسسن مسسن ل‬
‫يتقاسمون معنا نفس المرجعية ول نفس الهتمامات، متضررون من الفساد ويعانون من انتشاره وتفشيه، ومتضررون مسسن‬
‫سياساته ونتائجه وعسواقبه، سسسواء علسى أبنسسائهم ومجتمعساتهم ومحيطهسم، أو علسى مصسسالحهم وأعمسسالهم وفسرص نجساحهم.‬
‫وهؤلء يتوجب علينا البحث عنهم والتوالصل معهم والتنسيق مسسن أجسل التعساون علسسى مواجهسسة الفسسساد ومحالصسرته أو علسى‬
‫األقل التقليل منه. ونقصد بالمحايدين كل من يعتزل عملية التدافع وينأى بنفسه بعيدا ل إلى هؤلء ول إلى هؤلء، فهسسو غيسسر‬
‫مستعد للتعاون ضد المفسدين خشية أن يؤدي الثمن، ولكنه في الوقت نفسه ل يدعم الفساد ول يعين أهله. أمسسا الخصسسم فهسسو‬
‫كل من يعمل على استهداف المرجعية السلمية ويعاديها، ويستهدف القيم واألخلق، ويسعى إلى تحطيم الثوابت تحت شعار‬
   ‫كسر الطابوهات، ويعمل على طمس الهوية وتمييعها بدعاوى الحرية الفردية وحقوق األقليات، وعولمة الهوية وكونيتها.‬


‫· >--]‪<--[if !supportLists‬ثانيا بالنسبة لآليات اشتغال الخصوم على وجه الخصسسوص، فسسإنه لبسسد مسسن‬    ‫>!--]‪<!--[endif‬‬
‫النتباه إلى التغيرات الحالصلة على مستوى األشكال والتمظهرات وتغيير المواقع وتعديد الجبهات والواجهات، بحيث لم يكتف‬
‫خصوم المرجعية السلمية بالظهور من خلل األحزاب السياسية اليديولوجية فقط، كما لم يكتف المفسدون والمنتفعسسون مسسن‬
‫الفساد بالحتماء في دواليب السلطة، بل ألصبح كل من هؤلء وأولئك يبادرون إلى اقتحام مؤسسات المجتمع المدني من خلل‬
‫إنشاء الجمعيات والمنتديات والتجمعات، وإلى اقتحام عالم الصحافة والعلم من خلل إنشساء ودعسم منسابر إعلميسة وقنسوات‬
                         ‫تلفزية تروج ألفكارهم وأهدافهم. ولذلك وجب الوعي بكل ذلك والعمل على التعامل معه بما يتناسب.‬
‫· >--]‪<--[if !supportLists‬ثالثا وأخيرا بالنسبة للهداف التي يشتغل عليها خصوم المرجعية السلمية،‬                        ‫>!--]‪<!--[endif‬‬
‫والتي يسعون إلى تحقيقها، فيمكن إجمالها أو تركيزها فسسي أربعسسة أهسسداف أساسسسية، وهسسي : أول العمسسل علسسى تكسسسير الجمسساع‬
‫المغربي حول المرجعية السلمية، وثانيا الضغط من أجسسل تحييسسد الدولسسة فسي قضسسايا األخلق والقيسم، وثالثسا المطالبسسة بتغييسر‬
‫القوانين في اتجاه مزيد من التضييق على الحلل، ورابعا تجريم الرافضين والمناهضين للنحسسراف. وفيمسسا يلسسي سسسنعمل علسسى‬
                                                                            ‫تناول هذه األهداف األربعة بمزيد من التوضيح والبيان.‬
                                                                                                                       ‫الهدف األول :‬
‫ويتجلى في العمل على تكسير الجماع المغربي حول المرجعية السلمية وحول الثسسوابت الدينيسسة، مسسن خلل اسسستدعاء‬
‫النقاش حول التسامح الديني وحرية العتقاد والتعددية الدينية، والحديث عن األقليات بشكل فج، من خلل التساؤل مثل عسسن‬
‫لماذا ل يقبل المغرب أن يكون عنده أقليات من المسيحيين وأخرى من الشواذ وغير ذلك مسسن أنسسواع األقليسسات. فكسسأنه يتسسوجب‬
‫على المغسسرب أن يبحسسث عسسن األقليسات األخسسرى السستي ل تشسسكل جسسزءا مسسن نسسسيجه المجتمعسسي، أو يصسسطنعها، ليزرعهسسا داخلسسه‬
            ‫ويوطنها، وكل ذلك من أجل أن ينال شهادة حسن السيرة والسلوك فيما يصطلحون على تسميته بالتسامح والتعايش.‬
                                                                                                                      ‫الهدف الثاني :‬
‫ويتجلى في الضغط من أجل تحييد الدولة ، وتعطيسل دورهسا فسي قضسايا المرجعيسة والقيسم، ودفعهسا نحسو الكتفساء بسدور‬
‫المتفرج والمحايد السلبي الذي ل دور له، وبالتالي فهي دعوة إلى إفراغ الدولة من أحد أهم المرتكزات األساسية السستي تقسسوم‬
‫عليها، وإلى دفعها للتخلي عن أحد أهم واجباتها المركزية، وهي حماية األسس والمقومات التي قامت عليها الدولسسة أساسسسا،‬
‫والتي هي في الحالة المغربية السلم، والقيام بمهمة حفظ الملة والدين التي يجسدها نظام إمسسارة المسسؤمنين. فهسسل يعقسسل مثل‬
‫أن يطلب من الدولة أن تظل محايدة في قضية مثل الوحسسدة الترابيسسة وأن تسسترك األمسسر بيسسن أنصسسار الوحسسدة ودعسساة النفصسسال،‬
‫وتبقى هي على الحياد، وتكتفي بأن تتفرج على األوضاع وتتابع عن بعد، وتنتظر مسا سستؤول إليسسه النتيجسة. إن قضسسية السسدين‬
‫السلمي والقيم والوحسسدة الترابيسسة والوحسسدة المذهبيسسة، وغيرهسسا مسسن الثسسوابت الستي أجمسسع عليهسسا المغاربسسة، وشسكلت أساسسسا‬
‫لتلحمهم ووحدتهم، تعتبر قضايا مصيرية ل يجوز أبدا للدولة أن تتخلى فيها عن القيسسام بواجبهسسا، بسسل عليهسسا دومسسا أن تكسسون‬
                                                ‫حاضرة ومبادرة من أجل حماية الثوابت ولصيانتها والدفاع عنها في إطار القانون.‬
                                                                                                                      ‫الهدف الثالث :‬
‫ويتجلى في الضغط من أجل تغيير القوانين في اتجاه مزيد من التضييق على الحلل، وخالصة فسسي مجسسال األسسسرة والسسزواج،‬
‫وذلك من مثل المطالبة بالمنع الكلي والنهائي للتعدد في إطار الشرع، في مقابل عدم رؤية أي مانع من التعدد خسسارج إطسسار الشسسرع‬
‫من خلل الدعوة لتحرير العلقات الجنسية، بل وعدم التحرج والخجل من الدعوة لتقنين الدعارة، ثم من خلل الدعوة للمنسسع التسسام‬
‫للزواج قبل سن الثامنة عشرة بما في ذلك حالت الستثناء المعتبرة، ول يرون مانعا من ممارسسسة الفتيسسان والفتيسسات للجنسسس دون‬
                              ‫زواج قبل هذه السن، بل ويشجعونهم على ذلك ويحرضونهم عليه، ويدفعونهم إليه دفعا، بأشكال مختلفة.‬
                                                                                                                      ‫الهدف الرابع :‬
‫ويتجلى في تجريم الرافضين والمناهضين للنحراف، وتسفيه آرائهم وممارسة الستبداد والرهاب الفكري عليهم، بل‬
‫وعلى المجتمع بأكمله والعمل على حرمانه من حقه في رفض الظواهر الشسساذة والمقسسززة، واألذواق السسسقيمة والعليلسسة السستي‬
‫يراد فرضها عليه، وحرمانه من حقه في التعبير عن رأيه فيها أو غضبه منها، وذلك باتهسسامه بسسالتخلف وعسسدم احسسترام أذواق‬
‫الخرين وعدم التسامح معهم، ومسسن خلل شسسن الحسسروب العلميسسة وتخويسسف الغيسسورين والشسسرفاء والفضسسلء والعمسسل علسسى‬
‫تشويه لصورتهم، والتحريض على أهل العلم والدعاة والخطباء والوعاظ من أجسسل التضسسييق عليهسسم وتكميسسم أفسسواههم وثنيهسسم‬
                                     ‫عن القيام بواجبهم في البلغ والبيان والدعوة والتذكير واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر.‬
                                                                                              ‫- العمل على تطوير آليات التدافع‬
‫إن التدافع ليس انتظارية وسكونا أو مبالغة في التحصين والمحافظة، أو ردود فعل تجاه "متغيرات لحظية"، بل هههو‬
‫في العمق عامل نماء وارتقاء وتوسع وتطور. ولذلك فإن المنخرط في عملية المدافعة مطالب بالتطور والرتقاء والتجديههد‬
‫سواء في الخطاب أو في المواضيع أو في زوايا التناول والتحليل، وذلك بشكل مستمر ومتواصل وبدون جمود أو انقطههاع‬
                                                                                                     ‫في عملية التجديد والتطوير.‬
‫وفي هذا المحور سنحاول أن نقف على التحول والتطور الذي طرأ على مقاربة حركههة التوحيههد والصههل ح وعلههى‬
‫خطابها خلل السنوات الخيرة، كما سنحاول تلمس بعههض المعهالم أو الخطهوات السههتراتيجية الههتي يمكههن اعتمادههها فههي‬
                                                    ‫ه‬           ‫ه‬
‫عملية التدافع، ثم بعد ذلك سوف نقف بإذن ال تعالى على عدد من الخطهوات الجرائيهة الهتي نهرى أنههه يتعيههن القيههام بههها‬
                                ‫ه ه ه‬                    ‫ه‬
                                                                                                          ‫لكسب رهان هذا التدافع.‬
‫أول : الوقوف على التحولت في المقاربة‬
‫لقد عرفت مقاربة حركة التوحيد والصل ح لعملية التدافع خلل السنوات الخيرة عددا مههن التحههولت والتغيههرات،‬
‫والتي يمكن القول أنها لم تكن نتيجة لتخطيط معهد سهلفا أو مبرمهج مسهبقا، بقهدر مها أنهها قهد ت لَلهدت مههن خلل الحتكهاك‬
                             ‫ه ه ه وتدّه‬        ‫ه‬       ‫ه‬      ‫ه‬
‫والتفاعل مع الحداث المتتالية ومع وقائع العملية التدافعية. ويمكن اعتبار صهدور "مدونهة السهرة" علهى إثهر معركهة مها‬
‫سمي وقتها به"الخطة الوطنية لدماج المرأة في التنمية" بمثابة النعطافة في المقاربههة وفههي الخطههاب المعتمههد مههن طههرف‬
                                         ‫الحركة، بل يمكن القول أن هناك خطاب ما قبل "الخطة" وخطاب ما بعد "المدونة".‬
‫لقد تركز الخطاب إبهان المعركهة حهول مها سهمي بخطهة إدمهاج المهرأة فهي التنميهة حهول إنكههار المنكههر ومواجهههة‬
                                  ‫ه ه‬         ‫ه‬     ‫ه‬      ‫ه‬       ‫ه‬         ‫ه ه‬      ‫ه ه‬              ‫ه‬
‫النحرافات والمخالفات الشرعية واحهترام النصهوص والحكهام الشهرعية، ومهن ناحيهة أخهرى تهم الههتركيز علهى التهوجه‬
                            ‫ه‬          ‫ه‬                  ‫ه‬                                ‫ه‬
‫بالخطاب من جهة إلى الدولة لتتحمل مسؤولياتها في الحفاظ على الملة والدين، ومن جهة أخرى إلههى الجمههاهير أو الههرأي‬
                                                                 ‫العام من أجل التعبئة الشعبية وتشكيل رأي عام مضاد ”للخطة“.‬
                                                                       ‫طُ‬
‫أما بعد صدور ”مدونة السرة“، فقد عرف هذا الخطاب تحول نوعيا وملحوظا، خاصة بعد أن تشكلت لجنههة ملكيههة‬
‫استشارية بمشاركة العلماء للبت في تعديل مدونة الحهوال الشخصهية وإصهدار مدونهة السهرة، حيهث أصههبح يههتركز فههي‬
                                   ‫ه‬                        ‫ه‬
                        ‫المطالبة بالحفاظ على السيادة والثوابت الوطنية وعلى حماية مقومات الوحدة والستقرار الجتماعي.‬
‫كما أصبح الخطاب يتوجه نحو تحميل المسههؤولية لمختلههف الفههاعلين مههن العلمههاء والفههاعلين المجتمعييههن والهيئههات‬
‫والمؤسسات الرسمية والهلية، وأصبح التركيز بالساس على مواجهة الستئصاليين والباحيين الجدد المروجيههن للشههذوذ‬
                                                                                         ‫والميوعة والباحية والخمر والمخدرات.‬
‫كما بدأت الحركة تتجاوز القتصار على منطق ردود الفعال إلى المبادرة بتنظيمحملت حول السرة والعفههة والحجههاب،‬
                                                                            ‫وضد التدخين والمخدرات، وغير ذلك من المبادرات.‬
                                                                                              ‫ثانيا : اقتراح الخطوات التستراتيجية‬
‫يتعين علينا ونحن نخوض هذه العملية التدافعيهة الههتركيز علهى أربعهة عناصهرمهمة: الول وهههو الرصههد المسههتمر‬
                                          ‫ه‬         ‫ه‬        ‫ه‬               ‫ه‬
‫لتطورات عملية التدافع، والثاني العمل على اعتماد الفعل الستباقي، والثالث تحديد الخطوط المامية والخلفيهة فهي عمليهة‬
                                                                      ‫المدافعة، والرابع العمل على استشراف الخطاب المستقبلي.‬
‫العنصر الول،الرصد والتتبع الدقيق والمستمر للتحولت والتطورات والتغيرات التيتعرفها عمليههة المدافعههة، سههواء‬
‫على المستوى التكتيكي أو الستراتيجي، أو التمظهراتالتي تتخذها في كل مرحلة مههن مراحههل التههدافع ومجههالته، ورصههد‬
‫الليههات والمنهجيهة الهتي يعتمهدها الخروالعوامههل الهتي يسهتغلها، والظهروف الههتي يوظفهها والجهههات الههتي يعتمههد عليههها‬
                                     ‫ه‬                ‫ه‬              ‫ه‬      ‫ه‬                      ‫ه‬       ‫ه ه‬
‫سواءالمعلنة أو الخفية، وذلك من أجل استخراج الخلصات والعبر والدروس، واسههتخلص القواعدالجديههدة لدارة عمليههة‬
‫التدافع ومداخله المعرفية والفكرية والسياسية. وهو مايستدعي إحداث المؤسسات المؤهلة للقيام بهذه الدوار وتأهيل القههائم‬
                                                                               ‫منها وترشيدإمكاناتها وطاقاتها لكسب هذه المعارك.‬
‫العنصر الثاني،اعتماد الفعل الستباقي بالنتقال من مرحلة ردود الفعال والحتجههاج إلههى مرحلههة الفعههل والمبههادرة‬
‫واقتحام هذه الميادين الجديدة، والنفتا ح علىالفضاءات التي انتقل إليهها مجهال التهدافع، وتهيهئ الطههر والكفههاءات القههادرة‬
                                            ‫ه‬      ‫ه ه‬
                                                                                              ‫والكفيلةبحمل هذا التحدي إلى مداه.‬
‫العنصر الثالث،تحديد الخطوط المامية والخلفية، بحيث أنه في كل عملية مدافعة لبد من تحديههد الخطههوط الماميههة‬
‫التي تتصدر لعملية التدافع وتتحمل نتائجها، ثم بعد ذلك لبد من تحديههد الخطهوط الخلفيهة الهتي تهؤمن الههدعم والمسههاندة أو‬
                              ‫ه ه ه‬              ‫ه‬
‫السناد، وخطوط الوسط التي تؤمن التنسيق بين مختلف الفاعلين والعاملين في المشهروع المتكامهل والمندمههج، سههواء فههي‬
                            ‫ه‬            ‫ه‬
‫العمل الدعوي والتربوي أو في العمل الجمعوي المتخصص أو السياسي أو النقابي أو العلمي، ثم تحديههد العلقههة بينههها.‬
‫هل تكون عبارة عن شراكة أم تكامل أم فك ارتباط أم غير ذلك من الشكال المناسبة في العلقههة حسههب المجههال وبحسههب‬
                                                                                       ‫ما يسمح به الواقع وما تسمح به الظروف.‬
‫العنصر الرابع، استشراف الخطاب المستقبلي، إذ لبد من التفكير العلمي المبني والمدروس لنوعيههة الخطههاب الههذي‬
‫يتعين اعتماده في المستقبل على ضوء ما سبق، وما إذا كان يكفي مثل الكتفاء بخطاب احتجههاجي دفههاعي، أو أنههه يتعيههن‬
‫النتقال إلى خطاب هجومي مبادر. وما إذا كان يتعين إثهارة جميهع الملفهات دفعهة واحهدة أم أنهه يستحسهن ترتيبهها حسهب‬
‫الولويات، وما إذا كان من الفضل التركيز على الخطاب الديني المباشر أم أنه يكون من الفضل لو يتههم اعتمههاد خطههاب‬
                                                                                                     ‫آخر ليس بالضرورة مباشرا.‬
‫ثالثا : اقتراح الخطوات الرجرائية‬
‫إن التباري والتنافس والتدافع حول القيم يتركز بالساس في أربعة ميادين أساسية، الول يمثله الجمهههور أو الههرأي‬
‫العام، والثاني تجسده النخبةوالطليعة، والثهالث يهتركز علهى مسهتوى مراكهز السهلطة ومحيهط اتخهاذ القههرار، فيمهها يههتركز‬
                            ‫ه‬        ‫ه‬          ‫ه‬ ‫ه‬          ‫ه‬      ‫ه‬        ‫ه‬     ‫ه‬
                                                         ‫الرابععلى مستوى الهيئات والمنظمات والمنتديات والمحافل الدولية.‬
‫وبناء على ذلك، لبد من التنبيه على ضرورة الوعي بأن القتصار على ميدان واحد فقهط مهن ههذه الميهادينوتركيز‬
‫الجهد على جبهة واحدة مع إغفال بقية الواجهات الخرى، سيؤثر سلبا علىمسارات عمليهة التهدافع ونتائجههها، لنههه حههتى‬
                                 ‫ه ه‬
‫في حالة تحقيق النتائج المرجوة والهدافالمسطرة على مستوى جبهة واحدة، فإن الجبهات الخرى ستكون بمثابههة ثغههرات‬
                                                                                 ‫يمكن أن تتلقىفيها الثوابت ضربات مفاجئة.‬
‫وعليه فإن المطلوب من كل المدافعين عن الجماعالمغربي، وعلى الثهوابت الدينيةوالوطنيهة، أن يكونهوا حاضههرين‬
                                                                 ‫ومتواجدين في كل هذهالميادين، وعلى جميع هذه المستويات:‬
‫على مستوى الرأي العاموالجمهور: وهو ميدان لم يعد المتنافسون يقوون فيه على منافسة شريفة، ومههع ذلكفههالمطلوب‬                    ‫‌أ(‬
‫من ناحية أولى العمل على التوعية والتحسيس الدائم والمتواصل للمجتمعبخطورة الهههداف وحقيقههة الغايههات المبيتههة الههتي‬
‫تقف وراء كل هذا الهجوم وهذا الستهدافالموجه ضد الخل ق والقيم والثهوابت والمبهادئ. ومهن ناحيههة ثانيههة العمههل علههى‬
                                            ‫ه‬       ‫ه‬
‫إشراكه فيالنقاش والتفكير وفي الفعل والتفاعل، وفي التعبير عن رأيه ورفض كل محاولة لتهميشهأو تحييده أو عزلههه عههن‬
‫عملية التدافع، لن وعي المجتمع وتحركه وتعبيره عن رأيه، يمكنه من القيام بواجبه في حماية الثههوابت والقيههم المركزيههة‬
‫الضههامنة لوحدتهواسهتقراره، وذلهك مهن خلل ممارسهة الرقابهة النقديهة الواعيهة علهى فكهر النخبهة وعلىسههلوكها وأدائههها‬
                                        ‫ه‬     ‫ه ه‬              ‫ه‬                      ‫ه‬
                                                         ‫الجتماعي، ودفعها نحو القيام بواجبها كذلك في حماية الثوابتوالقيم.‬
‫‌ب( على مستوى النخبة: ل بد من العمل على ثلث واجهات، الولى تهم تكههوين تحالفههات مههع المتضههررين مههن الفسههاد علههى‬
‫اختلف توجهاتهم وقناعاتهمالفكرية، والعمل على توسيع جبهة مقاومة الفساد من خلل إشراك الجميههع فههي إدارةالمعركههة‬
‫وعدم التفرد بها، وذلك من أجل تعاون الجميع على مواجهته وفضهحه والتقليلمنهه، والتضهييق علهى المفسهدين والحههد مههن‬
                                       ‫ه‬
‫نفوذهم. والثانية تقوم على العمل من أجللوصول إلى أصحاب المبادئ والتواصل معهههم للبحههث عههن المشههترك النسههاني‬
‫والجتماعيوالحقوقي والثقافي، ومن أجل توضيح وجهات النظر وتسليط الضوء على المناطق الغامضة، ورفع اللبس فههي‬
‫حال وجوده. أما الثالثة فهي العمل على إدارة عملية المدافعة بمنطقاستيعابي تواصلي إقنهاعي وبأسهلوب عقلنهي، عهوض‬
                                                                                                  ‫المنطق الصراعي العدمي.‬
‫‌ج( على مستوى مراكز السلطة ومحيط اتخاذ القرار: وهو ميدان أسهم غيابنا من جهةوخطابنا قبل مرحلة المراجعههات فههي‬
‫ترك مجاله حكرا على الخر الذي تمكن من بث خطابيصورنا عدوا لدودا وبديل مخل بالتوازنات. ولذلك ل بد من العمل‬
‫على دعم القائمينعلى المسؤولية العمومية في هذا المحيط للقيام بواجبهم، خصوصا في قضايا الهويةوالقيم والثههوابت وفههي‬
‫الحفاظ على السس الدينية والثوابت الوطنية والمبادئالخلقية التي بنيت عليها، والحفهاظ علهى الجمههاع المغربههي وعلههى‬
                                  ‫ه‬       ‫ه‬
‫المرجعيههة السههلميةالتي أجمههع عليههها المجتمههع لمهها تههوفره مههن عناصههر الوحههدة والسههتقرار، والعمههل علههى مواجهههة‬
‫الخطابالمؤدلج الهذي يهدفع فههي اتجهاه تحييههد وإضههعاف أسههس المشههروعية الدينيههة والخلقيهة للدولهة المغربيههة وعناصههر‬
                          ‫ه‬        ‫ه‬                                                      ‫ه‬           ‫ه‬     ‫ه‬
                                                                            ‫تماسكواستقرار المجتمع وضمانات وحدته ورقيه.‬
‫على مستوى الهيئات والمنتدياتوالمحافل الدولية: وهي ميادين ما يزال ولوجنا إليها محتشما، وإدراكنا للياتالعمههل فيههها‬            ‫‌د(‬
‫محدودا، ومع ذلك ل بد من البناء على هذا الوعي والسعي من أجل أمرين، أولهما العمههل علههى تأهيههل وتكههوين الكفههاءات‬
‫القادرة من جهة على البداع والجتهاد فيالتعاطي مع المواثيق الدولية والتعامل مع مقتضياتها بما يكفل الستفادة القصوى‬
‫منمزاياها ومقاصدها التي تتوافق مع مقاصد الشريعة السلمية ول تتعارض معها، وفي نفسالوقت الجتهههاد فههي مناقشههة‬
‫المختلف حوله وتوضيحه حههتى ل يبقههى المجههال مفتوحاللتههأويلت المغرضههة والمحرضههة ضههد الههدول السههلمية، وضههد‬
‫الشههريعة. وثانيهمهها الجتهههاد منأجههل الحضههور فههي المحافههل والهيئههات والمنظمههات الدوليههة، وعههدم تههرك هههذه السههاحة‬
‫للمتغربينوالمستلبين يدعون تمثيلنا فيها، والعمل من خللها على تكوين تحالف عههالمي يضههم جميعالمههدافعين عههن الخل ق‬
‫والقيم في العالم، بغض النظر عن أديانهم أو توجهاتهم، والمدافعين عن السرة، وغير ذلك من المواضههيع الههتي تسههتهدفها‬
                                                                                         ‫تيارات الشذوذ أوالنحلل والتفسخ.‬
‫وفي ختام هذه الورقة فإنه لبد من الشارة إلى أنها تبقى إطارا نظريا، وهي محاولة تسعى لطر ح صهورة متكاملههة لدارة‬
                                      ‫عملية التدافع والمساهمة في ترشيدها، حتى تؤتي أكلها والنتائج المرجوة منها.‬
                                                                   ‫محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والصل ح‬

More Related Content

Viewers also liked

prueba para contrato docente primaria (1) lima provincias
prueba para contrato docente primaria (1)   lima provinciasprueba para contrato docente primaria (1)   lima provincias
prueba para contrato docente primaria (1) lima provincias
DORAOLIVIALEONARDO
 
Presentación de filosofía
Presentación de filosofíaPresentación de filosofía
Presentación de filosofía
silvia295
 
Prediction Map- Boundaries Type
Prediction Map- Boundaries TypePrediction Map- Boundaries Type
Prediction Map- Boundaries Type
mariamchxx
 
Ops plus presentation 2012
Ops plus presentation 2012Ops plus presentation 2012
Ops plus presentation 2012
Dwayne Buckles
 
Comentario piramide-1200510360639929-2
Comentario piramide-1200510360639929-2Comentario piramide-1200510360639929-2
Comentario piramide-1200510360639929-2
seper casachayda
 

Viewers also liked (14)

prueba para contrato docente primaria (1) lima provincias
prueba para contrato docente primaria (1)   lima provinciasprueba para contrato docente primaria (1)   lima provincias
prueba para contrato docente primaria (1) lima provincias
 
2014 чуєнко вв
2014 чуєнко вв2014 чуєнко вв
2014 чуєнко вв
 
Presentación de filosofía
Presentación de filosofíaPresentación de filosofía
Presentación de filosofía
 
Prediction Map- Boundaries Type
Prediction Map- Boundaries TypePrediction Map- Boundaries Type
Prediction Map- Boundaries Type
 
Ops plus presentation 2012
Ops plus presentation 2012Ops plus presentation 2012
Ops plus presentation 2012
 
Visual tools for teaching college readiness reading standards
Visual tools for teaching college readiness reading standardsVisual tools for teaching college readiness reading standards
Visual tools for teaching college readiness reading standards
 
Informative speech
Informative speechInformative speech
Informative speech
 
CRM - Kundrelationsutveckling
CRM - Kundrelationsutveckling CRM - Kundrelationsutveckling
CRM - Kundrelationsutveckling
 
Español
EspañolEspañol
Español
 
Comentario piramide-1200510360639929-2
Comentario piramide-1200510360639929-2Comentario piramide-1200510360639929-2
Comentario piramide-1200510360639929-2
 
Crysis
CrysisCrysis
Crysis
 
Newspaper rachel
Newspaper  rachelNewspaper  rachel
Newspaper rachel
 
Pedagogy skills in supporting language learning
Pedagogy skills in supporting language learningPedagogy skills in supporting language learning
Pedagogy skills in supporting language learning
 
Gc5 yo
Gc5 yoGc5 yo
Gc5 yo
 

Similar to التدافع ذ محمد الحمداوي

مفاهيم التعايش وبناء السلام 2.pptx
مفاهيم التعايش وبناء السلام 2.pptxمفاهيم التعايش وبناء السلام 2.pptx
مفاهيم التعايش وبناء السلام 2.pptx
Oopiub
 
الوحدة السادسة (1)
الوحدة السادسة (1)الوحدة السادسة (1)
الوحدة السادسة (1)
Saif Eddin
 
.رسالة التعاليم
.رسالة التعاليم.رسالة التعاليم
.رسالة التعاليم
فايز نافز
 
2الخصوصية و الكونية2014 f
2الخصوصية و الكونية2014 f2الخصوصية و الكونية2014 f
2الخصوصية و الكونية2014 f
Fedi Ch
 
البيان الإنتخابي
البيان الإنتخابي البيان الإنتخابي
البيان الإنتخابي
tasnim22
 

Similar to التدافع ذ محمد الحمداوي (20)

Israeli propaganda against PALESTINE through Gaza war 2014 by BAKER ABUBAKER
 Israeli propaganda against PALESTINE through Gaza war 2014 by BAKER ABUBAKER   Israeli propaganda against PALESTINE through Gaza war 2014 by BAKER ABUBAKER
Israeli propaganda against PALESTINE through Gaza war 2014 by BAKER ABUBAKER
 
التنصير
التنصيرالتنصير
التنصير
 
3719
37193719
3719
 
درس في أهداف الشريعة ومقاصدها (3/5) | سعد السكندراني
درس في أهداف الشريعة ومقاصدها (3/5) | سعد السكندرانيدرس في أهداف الشريعة ومقاصدها (3/5) | سعد السكندراني
درس في أهداف الشريعة ومقاصدها (3/5) | سعد السكندراني
 
حرية التعبير عن الرأي
حرية التعبير عن الرأيحرية التعبير عن الرأي
حرية التعبير عن الرأي
 
Women and the Feminine (Arabic)
Women and the Feminine (Arabic)Women and the Feminine (Arabic)
Women and the Feminine (Arabic)
 
مدخل إلى المنطق
مدخل إلى المنطقمدخل إلى المنطق
مدخل إلى المنطق
 
كما يكتب بكر أبوبكر الصراع والأزمة ومركب النهوض في حركة فتح
  كما يكتب بكر أبوبكر الصراع والأزمة ومركب النهوض في حركة فتح  كما يكتب بكر أبوبكر الصراع والأزمة ومركب النهوض في حركة فتح
كما يكتب بكر أبوبكر الصراع والأزمة ومركب النهوض في حركة فتح
 
دليل إجرائي حول الآليات القضائيّة لتطبيق القانون الأساسي المتعلّق بالقضاء عل...
دليل إجرائي حول الآليات القضائيّة  لتطبيق القانون الأساسي المتعلّق بالقضاء عل...دليل إجرائي حول الآليات القضائيّة  لتطبيق القانون الأساسي المتعلّق بالقضاء عل...
دليل إجرائي حول الآليات القضائيّة لتطبيق القانون الأساسي المتعلّق بالقضاء عل...
 
4547
45474547
4547
 
مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...
مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...
مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...
 
مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...
مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...
مقالة التطرف لعوني العطيوي للنشر Study of extremism and strategies to fight i...
 
خطة عملية للتعامل مع الالحاد
خطة عملية للتعامل مع الالحادخطة عملية للتعامل مع الالحاد
خطة عملية للتعامل مع الالحاد
 
العولمة
 العولمة العولمة
العولمة
 
مفاهيم التعايش وبناء السلام 2.pptx
مفاهيم التعايش وبناء السلام 2.pptxمفاهيم التعايش وبناء السلام 2.pptx
مفاهيم التعايش وبناء السلام 2.pptx
 
الوحدة السادسة (1)
الوحدة السادسة (1)الوحدة السادسة (1)
الوحدة السادسة (1)
 
.رسالة التعاليم
.رسالة التعاليم.رسالة التعاليم
.رسالة التعاليم
 
baker-abu-baker-how-to-affect-others-in-organisation
  baker-abu-baker-how-to-affect-others-in-organisation  baker-abu-baker-how-to-affect-others-in-organisation
baker-abu-baker-how-to-affect-others-in-organisation
 
2الخصوصية و الكونية2014 f
2الخصوصية و الكونية2014 f2الخصوصية و الكونية2014 f
2الخصوصية و الكونية2014 f
 
البيان الإنتخابي
البيان الإنتخابي البيان الإنتخابي
البيان الإنتخابي
 

More from Aziz Atti

Ar types of_patience_and_the_fields
Ar types of_patience_and_the_fieldsAr types of_patience_and_the_fields
Ar types of_patience_and_the_fields
Aziz Atti
 
البرهان في تجويد القرآن
البرهان في تجويد القرآنالبرهان في تجويد القرآن
البرهان في تجويد القرآن
Aziz Atti
 
مدونة الشغل
مدونة الشغلمدونة الشغل
مدونة الشغل
Aziz Atti
 
القدرة الذهنية الخارقة
القدرة الذهنية الخارقةالقدرة الذهنية الخارقة
القدرة الذهنية الخارقة
Aziz Atti
 
/ د عبد الله صالح علوان صلاح الدين الأيوبي بطل حطين ومحرر القدس من الصليبيين
/ د عبد الله صالح علوان صلاح الدين الأيوبي بطل حطين ومحرر القدس من الصليبيين/ د عبد الله صالح علوان صلاح الدين الأيوبي بطل حطين ومحرر القدس من الصليبيين
/ د عبد الله صالح علوان صلاح الدين الأيوبي بطل حطين ومحرر القدس من الصليبيين
Aziz Atti
 
كيف تكون نجما اجتماعيا لامعا / د, إبراهيم الفقي
كيف تكون نجما اجتماعيا لامعا / د, إبراهيم الفقيكيف تكون نجما اجتماعيا لامعا / د, إبراهيم الفقي
كيف تكون نجما اجتماعيا لامعا / د, إبراهيم الفقي
Aziz Atti
 

More from Aziz Atti (7)

Ar types of_patience_and_the_fields
Ar types of_patience_and_the_fieldsAr types of_patience_and_the_fields
Ar types of_patience_and_the_fields
 
البرهان في تجويد القرآن
البرهان في تجويد القرآنالبرهان في تجويد القرآن
البرهان في تجويد القرآن
 
مدونة الشغل
مدونة الشغلمدونة الشغل
مدونة الشغل
 
القدرة الذهنية الخارقة
القدرة الذهنية الخارقةالقدرة الذهنية الخارقة
القدرة الذهنية الخارقة
 
/ د عبد الله صالح علوان صلاح الدين الأيوبي بطل حطين ومحرر القدس من الصليبيين
/ د عبد الله صالح علوان صلاح الدين الأيوبي بطل حطين ومحرر القدس من الصليبيين/ د عبد الله صالح علوان صلاح الدين الأيوبي بطل حطين ومحرر القدس من الصليبيين
/ د عبد الله صالح علوان صلاح الدين الأيوبي بطل حطين ومحرر القدس من الصليبيين
 
كيف تكون نجما اجتماعيا لامعا / د, إبراهيم الفقي
كيف تكون نجما اجتماعيا لامعا / د, إبراهيم الفقيكيف تكون نجما اجتماعيا لامعا / د, إبراهيم الفقي
كيف تكون نجما اجتماعيا لامعا / د, إبراهيم الفقي
 
قوة الذكاء الروحي/ توني بوزان
 قوة الذكاء الروحي/ توني بوزان قوة الذكاء الروحي/ توني بوزان
قوة الذكاء الروحي/ توني بوزان
 

التدافع ذ محمد الحمداوي

  • 1. ‫تأتي هذه الورقة حول أهمية المدافعة والتدافع في مشروع اللصل ح، الذي اتخذته حركسسة التوحيسسد واللصسسل ح أساسسسا‬ ‫لعملها وتحركها في المجتمع، وبغرض مشاركة أعضاء مجلس الشورى في رسم خارطة الطريق أو التوجهات العامة لعمليسسة‬ ‫التدافع، تأتي هذه الورقة على شكل تساؤلت أو أسئلة عامة، تنطلق من الواقسسع لتحسساول رسسسم معسسالم التحسسرك فسسي المسسستقبل،‬ ‫وذلك من خلل التركيز على أربعة عنالصر أساسية أو أربع ضرورات؛ وهسسي أول ضسسرورة التحلسسي بسسالرو ح التدافعيسسة، وثانيسسا‬ ‫ضرورة الوعي بطبيعة التدافع، وثالثا وجوب تحديد الخر، ورابعا ضرورة العمل على تطوير آليات التدافع.‬ ‫1- التحلي بالرو ح التدافعية‬ ‫إن مشروع اللصل ح يقوم أساسا على التدافع اليومي والمستمر مع الفساد والمفسدين، وهو عملية متوالصلة. ولذلك‬ ‫فإننا في حاجة دائمة ومستمرة إلى التحلي بالرو ح التدافعية والستعداد الجيد لهذه العملية والتسلح بالنفس الطويل، من خلل‬ ‫الوعي أول بأن عملية التدافع سنة كونية من سنن ال تعالى في خلقه، وثانيا بأنها عملية مسسستمرة ومتوالصسسلة، ثسسم ثالثسسا مسسن‬ ‫خلل اليمان بمركزية التدافع القيمي في مشروع اللصل ح.‬ ‫أول : الوعي بأن عملية التدافع سنة كونية‬ ‫ِد َِد َ الْ ِد َ‬ ‫جعل ال سبحانه وتعالى "سنة التدافع " في هذا الكون من أجل استقامة الحياة ولصلحها، حيث يقول سبحانه )ولول‬ ‫دفاع ال الناس بعضهم ببعض لفسدت األرض ولسكن ال ذو فضل على العالمين(.‬ ‫نيِ ِد َ وُ ِهّ َهّ ِد َ ِد َ الْ ِد َ وُ الْ نيِ ِد َ الْ ع ٍ َهّ ِد َ ِد َ ِد َ نيِ ِد َ الْ وُ ِد َ ِد َ نيِ َهّ َهّ وُ ِد َ الْ ع ٍ ِد َِد َ الْ ِد َ ِد َ نيِ ِد َ‬ ‫وقد جعل سبحانه من سنته في خلقه أن يكون الحد من الشر أو التقليل من انتشاره بوجسود الخيسر وأهلسه، تمامسا كمسا‬ ‫يقلل أويوقف انتشار األوبئة واألدواء من خلل وجود األدوية والعلجات.‬ ‫وهذا دليل على أنه ليس في هذه األرض لصل ح مطلق ول فسسساد مطلسسق، ولكسسن بينهمسسا تسسدافع، وهسسو مسسا يسسوجب علسسى‬ ‫الرسساليين والمصسلحين أن يستحضسروا دومسا هسذه الحقيقسة وأن يعيشسوا بهسذا النفسس، وأن يسستمروا فسي التسدافع علسى هسذا‬ ‫األساس.‬ ‫ثانيا : الوعي بأن التدافع عملية مستمرة‬ ‫إن عملية التدافع عملية مستمرة، وستبقى مستمرة ما دامت األرض مستمرة. يقول الشسسيخ محمسسد الحسسسن بسسن السسددو‬ ‫في تعليقه على الية السابقة إن األرض ل زالت مستمرة وسسستبقى مسسستمرة مسسا دام التسسدافع فيهسسا مسسستمرا، ولسسو عسسم الصسسل ح‬ ‫بشكل مطلق، لكان مكان أهلها هو الجنة وليس األرض، ولو عم الفساد بشكل مطلق وانتهى منهسسا أهسسل الصسسل ح، وبقسسي فيهسسا‬ ‫فقط أهل الفساد، لخسف بهم، وانتهت الحياة النسانية من على فوق األرض. ولكن ما دامسست األرض مسسستمرة فهسسذا يعنسسي أن‬ ‫المدافعسسة لزالسست مسستمرة، وسستبقى مسستمرة ومفتوحسة بيسسن جمهسسور األمسة المعسستز بثوابتهسا الحضسارية والثقافيسة والدينيسسة‬ ‫والمتشبث بحاكمية المرجعية السلمية على ما سواها من المرجعيات، وبين تلك األقلية المسنودة من الخسسارج، والمسسستقوية‬ ‫بمراكز النفوذ وممارسة الضغوط لفرض حاكمية المواثيق الدولية على المرجعيات الدينية والدستورية الوطنية.‬ ‫ولذلك فإن استمرار حيوية المدافعة، وتجديد بواعثها، وتطوير آلياتها شرط أساسسسي لنجسسا ح أي إلصسسل ح اجتمسساعي أو‬ ‫تجديد حضاري.‬ ‫ثالثا : الوعي بمركزية التدافع القيمي في مشروع اللصل ح‬ ‫وذلك باألساس من خلل استحضار قول ال تعالى ) واتقوا فتنة ل تصيبن الذين ظلموا من وُ سمالْ خالصسسة واعلمسسوا أن ال س‬ ‫ِد َ الْ ِد َ وُ الْ ِد َ َهّ َهّ‬ ‫ِد َ َهّ وُ الْ نيِ الْ ِد َ ل ً َهّ وُ نيِ ِد َ َهّ َهّ نيِ ِد َ ِد َ ِد َ وُ الْ نيِ ك‬ ‫شديد العقا نيِ ( )األنفال : 52(، فال سبحانه وتعالى يبين من خلل هذه الية، أن الفتنة إذا عمت فإنها لسسن تصسسيب فقسسط السسذين‬ ‫ِد َ نيِ وُ الْ نيِ ِد َ ب‬ ‫ظلموا، ولن تكون فتنة خالصة بهم وحدهم، بل ستعم الجميع. ولذلك فإنه يتحتم على رافعسسي شسسعارات اللصسسل ح، والمنخرطيسسن‬ ‫في مشاريعه التجديدية، أن يكونوا أكثر حرلصا من غيرهم، علسسى منسسع التجاهسسات الستئصسسالية المسستلبة مسسن تسسدمير الرلصسسيد‬ ‫القيمي للمجتمع، وتعريض مناعته الحضارية للخطار األخلقية والجتماعية والثقافية.‬ ‫ولنا في حديث السفينة عبرة : حيث يقول النبي ‪) : e‬مثل القائم على حدود ال والواقع فيها كمثل قوم استهموا علسسى‬ ‫سفينة فألصاب بعضهم أعلها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقسسالوا : لسسو‬
  • 2. ‫أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا، فإن يستركوهم ومسا أرادوا هلكسوا جميعسا، وإن أخسذوا علسى أيسديهم نجسوا ونجسوا‬ ‫ل ً‬ ‫ل ً‬ ‫جميعا( رواه البخاري.‬ ‫ل ً‬ ‫2- الوعي بطبيعة التدافع‬ ‫قبل الشروع في أي عمل أو الدخول في أي تدافع أو تنسافس، فسإنه لبسد مسن البسدء بتحديسد طبيعسة هسذا العمسل أو هسذا‬ ‫التدافع، ولذلك فإننا سنحاول التركيز أول على مجالت هذا التدافع حول القيم، ثم بعد ذلك نتطرق لميادينه.‬ ‫>!--]‪<--[if !supportLists]--> - <!--[endif‬ففيما يخص مجالت التدافع فإنه يمكن تحديدها على األقل خلل هذه المرحلة،‬ ‫في خمسة مجالت أساسية وهي :‬ ‫أول المرجعية السلمية، حيث إن المتأمل في عسسدد مسسن الحملت والخرجسسات العلميسسة والتحركسسات السستي تقسسوم بهسسا بعسسض‬ ‫الجهات بشكل محموم، يجد أنها نصبت نفسها في موضع الخصومة، بل والعداوة بشكل فاضح، للمرجعية السلمية. كما‬ ‫يجدها قد ندبت نفسها وكرست كل جهودها وتحركاتها مسن أجسسل اخستراق البنيسسة المجتمعيسسة وإضسسعافها مسسن السسداخل، دون‬ ‫الخجل من العلن عن التنسيق مع الخارج والستقواء به وطلسسب الحمايسسة والمسسدد والعسسون والتمويسسل منسسه، إضسسافة إلسسى‬ ‫سعيها إلى ممارسة الضغوط علسسى الدولسسة وابتزازهسسا، سسسواء مسسن خلل بعسسض السسدول األجنبيسسة وسسسفاراتها، أو مسسن خلل‬ ‫منظمات خارجية ودولية، في سعى منها للدفع نحو تجاوز المرجعية السلمية والقفز عليها، وذلك من خلل الدعوة إلسسى‬ ‫جعل المرجعية العليا للمواثيق الدولية دون أي تحفظ علسى أي بنسد مسن بنودهسا المخالفسة أو المصسادمة لمرجعيسة الشسعب‬ ‫المغربي وهويته.‬ ‫ثانيا الهوية، سواء اللغوية أو الدينية، حيث يتم التهجسسم علسسى اللغسسة العربيسسة وافتعسسال معسسارك ممنهجسسة ضسسدها، لجهساض أي‬ ‫محاولة لعادة العتبار لها في الدارات والمؤسسات العمومية، وذلك من طرف فئة فرنكوفونية تسعى إلى الحفسساظ علسسى‬ ‫سيطرة اللغة الفرنسية داخل الدارة وفي المعاملت الرسمية. ويتم في سبيل ذلك أحيانا الركوب علسسى الثقافسسة األمازيغيسسة‬ ‫في محاولة لتوظيفها ضد اللغة العربية واختلق التضاد بينهما، وأحيانسسا أخسسرى بالسسدعوة إلسسى تبنسسي الدارجسسة فسسي مناهسسج‬ ‫التدريس والكتابة والقراءة.‬ ‫كما يتم، بنفس األسلوب والمنهج، التهجم على القيم السلمية وعلى تاريخ السلم، والعمسسل علسسى تحييسسد أحكسسام السسسلم‬ ‫عن الحياة العامة وتهميشها وإقصائها.‬ ‫ثالثا مجال األسرة والمرأة ، الذي ألصبح يمثل مجال حيويا فسسي معركسسة التسسدافع الحضسساري، بيسسن النمسسوذج األلصسسيل والنمسسوذج‬ ‫المسسستورد. بيسسن النمسسوذج الجمسساعي المتضسسامن المتسسآزر المتكامسسل المتعاضسسد، والنمسسوذج الفردانسسي األنسساني السسستهلكي‬ ‫المستلب. بين نموذج اللتزام والمسؤولية والستقامة، ونموذج النحلل والتفسخ والعفوية والعبثية. بين القيم والمعاني‬ ‫والمبسسادئ والداب، وبيسسن اللقيمسسة واللمعنسسى واللمسسسؤولية. إنهسسا معركسسة القيسسم ومعركسسة الغسسزو الثقسسافي، السستي تسسسعى‬ ‫لزعزعة األسس التي تقوم عليها األسرة، وزرع بذور الشسسقاق بيسسن الرجسسال والنسسساء، والعمسسل علسسى رفسسع سسسن السسزواج،‬ ‫والمطالبة بمراجعة نظام الرث الذي يقوم على أساس الشريعة السلمية، وغير ذلك من المواضيع الستي تعرقسل السزواج‬ ‫وتقوض استقرار األسر.‬ ‫رابعا مجال األخلق والسلوك والعادات، الذي ألصبح مجال للستهداف من طرف دعاة الشسسذوذ والتحسسرر الجنسسسي والتفسسسخ‬ ‫والنحلل األخلقي السسذين يتبنسسون المسسدخل الحقسسوقي فسسي سسسعيهم لهسسدم األخلق، ومسسن طسسرف سماسسسرة شسسبكات السسدعارة‬ ‫ولوبيات التجار في الجنس الذين يتبنون المنطق القتصادي في دعمهسسم للسسسياحة الجنسسسية وسسسياحة الشسسواذ والمطالبسسة‬ ‫بتقنين الدعارة والدفع في اتجاه القناع بجعلها موردا ماليا للدولة.‬ ‫خامسا مجال الفن والعلم ، وذلك من خلل استغلل بعض الفنون مثل السينما من أجسسل الترويسسج للظسسواهر الشسساذة ونشسسرها‬ ‫وإشسساعتها فسسي المجتمسسع، واسسستغللها كمنسسبر للتهجسسم علسسى األخلق وعلسسى الهويسسة وتوظيفهسسا فسسي محاربسسة التوجهسسات‬ ‫السلمية، وتشويه الذوق العسسام، والتحقيسسر مسسن اللغسسة العربيسسة، ثسم مسسن خلل اسسستغلل النفسسوذ والسسيطرة علسسى القنسسوات‬ ‫التلفزية العمومية، وتوظيفها في المعارك اليديولوجية ومحالصرة ألصحاب التوجهات السلمية، وأنصار الهويسسة واللغسسة‬ ‫العربية.‬ ‫><أما فيما يخص ميادين التدافع فإننا نقصد بها الميادين أو الفضاءات التي يتم التنافس بين الفاعلين على استقطاب نخبهسسا أو‬ ‫التأثير في توجهاتها وقراراتها، باعتبارها أطرافا فاعلة بشكل أو بآخر في لصياغة التوجهات العامة للمجتمع وفسسي لصسسناعة‬ ‫القرارت والقوانين الحاكمة، ويمكن حصرها في أربع فئات :‬
  • 3. ‫أول الجمهور أو الرأي العام باعتباره الطرف المعني أول وأخيرا بالتوجهات المجتمعية وبالختيارات والقسسرارات المصسسيرية‬ ‫للمجتمع من ناحية، ومن ناحية أخرى باعتباره قوة ضاغطة وكتلة ناخبة لها رأيها الذي يتوجب أن يؤخذ بعين العتبار،‬ ‫والذي يجب أن يكون محددا أساسيا في لصياغة التوجهات العامة للمجتمع.‬ ‫ثانيا النخبة، باعتبارها قائدة المجتمع وفاعلة في لصياغة قناعاته وتوجهاته العامة، سواء الفئسات المثقفسسة والعالمسسة الستي تتسولى‬ ‫مهمة التفكير والتوجيه داخل المجتمع، أو فئات الفاعلين القتصاديين وألصحاب المال واألعمال التي تمتلك القوة القتصسسادية‬ ‫والمالية، وتتولى التمويل والدعم المادي للمشاريع واألفكار على أرض الواقع.‬ ‫ثالثا الدولة ، باعتبارها المسؤولة عن تطبيق القوانين وعن حماية المجتمع وحماية أمنه واستقراره المادي والمعنوي، وعن‬ ‫الدفاع عن ثوابته ومبادئه وهويته، وعن أسس اجتمساعه ووحسدته وتماسسكه، وباعتبارهسا الجهسة الستي تمتلسك الشسرعية‬ ‫القانونية والقوة المادية لتنفيذ التوجهات العامة والقوانين الحاكمة في البلد.‬ ‫رابعا الخارج، أو المؤسسات والهيئات والمنظمات األجنبية والدولية، التي تعتبر جهات ضاغطة على الدول والحكومات مسسن‬ ‫منطلق الكونية والعالمية، خالصة بعد أن تم حسم عدد مسسن المواضسسيع داخليسسا علسسى مسسستوى السسرأي العسسام، فعمسسدت بعسسض‬ ‫األطراف إلى نقل المعركة للخارج وإلى أروقة المؤسسات األجنبية والهيئات الدولية، مسسن أجسسل السستقواء بهسسا فسسي وجسسه‬ ‫الدولة، باعتبار أن العالم يشكل وحدة موحدة ومصيرا مشتركا، وبالتالي يجب أن يتبنى قيما واحسدة موحسسدة، وهسذه القيسم‬ ‫ليست إل قيم الغرب الغالب والسائد.‬ ‫ويبقى التساؤل هنا مطروحا على الحركة السلمية وعلى أنصار الهوية والقيم واألخلق، حسسول مسسدى الحضسسور فسسي‬ ‫هذه الميادين كلها، ومدى استيعابها وامتلك أدوات مخاطبتها، ومدى القدرة على التوالصل معها والتأثير فيها.‬ ‫3- العمل على تحديد الخر‬ ‫بعد تحديد طبيعة التدافع ومجالته وميادينه، وقبل تحديد آليات الخر وأهدافه، يجب أول التعرف على الساحة وعلسسى‬ ‫الفاعلين فيها، من أجل تحديد الخصم من الصديق، وذلك من خلل تصنيف مختلف الفاعلين المجتمعيين بناء علسسى مسسواقفهم‬ ‫ومواقعهم من عملية المدافعة، ثم بعد ذلك ننتقسسل إلسسى تحديسد آليسات اشسستغال الخصسسوم، ثسم أهسسدافهم الستي يعملسون مسسن أجلهسا‬ ‫ويركزون على تحقيقها.‬ ‫· >--]‪<--[if !supportLists‬أول بالنسبة لتصنيف الفاعلين المجتمعيين، فإنه من زاوية نظرنا كمدافعين‬ ‫>!--]‪<!--[endif‬‬ ‫عن المرجعية السلمية وعن الهوية والقيم واألخلق، يمكن تصنيفهم إلى أربعة ألصناف : لصنف األلصدقاء ولصنف الحلفاء ثم‬ ‫المحايدون، وأخيرا الخصوم.‬ ‫ونقصد باأللصدقاء كل الفاعلين في الحقل الديني، والوطنيين الغيورين على الثوابت الدينيسسة والوطنيسسة وعلسى الهويسة‬ ‫والمرجعية السلمية. أما الحلفاء فنقصد بهم كل المتضررين من الفساد، ألنه قد يكون من بين العلمانيين أو من بيسسن مسسن ل‬ ‫يتقاسمون معنا نفس المرجعية ول نفس الهتمامات، متضررون من الفساد ويعانون من انتشاره وتفشيه، ومتضررون مسسن‬ ‫سياساته ونتائجه وعسواقبه، سسسواء علسى أبنسسائهم ومجتمعساتهم ومحيطهسم، أو علسى مصسسالحهم وأعمسسالهم وفسرص نجساحهم.‬ ‫وهؤلء يتوجب علينا البحث عنهم والتوالصل معهم والتنسيق مسسن أجسل التعساون علسسى مواجهسسة الفسسساد ومحالصسرته أو علسى‬ ‫األقل التقليل منه. ونقصد بالمحايدين كل من يعتزل عملية التدافع وينأى بنفسه بعيدا ل إلى هؤلء ول إلى هؤلء، فهسسو غيسسر‬ ‫مستعد للتعاون ضد المفسدين خشية أن يؤدي الثمن، ولكنه في الوقت نفسه ل يدعم الفساد ول يعين أهله. أمسسا الخصسسم فهسسو‬ ‫كل من يعمل على استهداف المرجعية السلمية ويعاديها، ويستهدف القيم واألخلق، ويسعى إلى تحطيم الثوابت تحت شعار‬ ‫كسر الطابوهات، ويعمل على طمس الهوية وتمييعها بدعاوى الحرية الفردية وحقوق األقليات، وعولمة الهوية وكونيتها.‬ ‫· >--]‪<--[if !supportLists‬ثانيا بالنسبة لآليات اشتغال الخصوم على وجه الخصسسوص، فسسإنه لبسسد مسسن‬ ‫>!--]‪<!--[endif‬‬ ‫النتباه إلى التغيرات الحالصلة على مستوى األشكال والتمظهرات وتغيير المواقع وتعديد الجبهات والواجهات، بحيث لم يكتف‬ ‫خصوم المرجعية السلمية بالظهور من خلل األحزاب السياسية اليديولوجية فقط، كما لم يكتف المفسدون والمنتفعسسون مسسن‬ ‫الفساد بالحتماء في دواليب السلطة، بل ألصبح كل من هؤلء وأولئك يبادرون إلى اقتحام مؤسسات المجتمع المدني من خلل‬ ‫إنشاء الجمعيات والمنتديات والتجمعات، وإلى اقتحام عالم الصحافة والعلم من خلل إنشساء ودعسم منسابر إعلميسة وقنسوات‬ ‫تلفزية تروج ألفكارهم وأهدافهم. ولذلك وجب الوعي بكل ذلك والعمل على التعامل معه بما يتناسب.‬
  • 4. ‫· >--]‪<--[if !supportLists‬ثالثا وأخيرا بالنسبة للهداف التي يشتغل عليها خصوم المرجعية السلمية،‬ ‫>!--]‪<!--[endif‬‬ ‫والتي يسعون إلى تحقيقها، فيمكن إجمالها أو تركيزها فسسي أربعسسة أهسسداف أساسسسية، وهسسي : أول العمسسل علسسى تكسسسير الجمسساع‬ ‫المغربي حول المرجعية السلمية، وثانيا الضغط من أجسسل تحييسسد الدولسسة فسي قضسسايا األخلق والقيسم، وثالثسا المطالبسسة بتغييسر‬ ‫القوانين في اتجاه مزيد من التضييق على الحلل، ورابعا تجريم الرافضين والمناهضين للنحسسراف. وفيمسسا يلسسي سسسنعمل علسسى‬ ‫تناول هذه األهداف األربعة بمزيد من التوضيح والبيان.‬ ‫الهدف األول :‬ ‫ويتجلى في العمل على تكسير الجماع المغربي حول المرجعية السلمية وحول الثسسوابت الدينيسسة، مسسن خلل اسسستدعاء‬ ‫النقاش حول التسامح الديني وحرية العتقاد والتعددية الدينية، والحديث عن األقليات بشكل فج، من خلل التساؤل مثل عسسن‬ ‫لماذا ل يقبل المغرب أن يكون عنده أقليات من المسيحيين وأخرى من الشواذ وغير ذلك مسسن أنسسواع األقليسسات. فكسسأنه يتسسوجب‬ ‫على المغسسرب أن يبحسسث عسسن األقليسات األخسسرى السستي ل تشسسكل جسسزءا مسسن نسسسيجه المجتمعسسي، أو يصسسطنعها، ليزرعهسسا داخلسسه‬ ‫ويوطنها، وكل ذلك من أجل أن ينال شهادة حسن السيرة والسلوك فيما يصطلحون على تسميته بالتسامح والتعايش.‬ ‫الهدف الثاني :‬ ‫ويتجلى في الضغط من أجل تحييد الدولة ، وتعطيسل دورهسا فسي قضسايا المرجعيسة والقيسم، ودفعهسا نحسو الكتفساء بسدور‬ ‫المتفرج والمحايد السلبي الذي ل دور له، وبالتالي فهي دعوة إلى إفراغ الدولة من أحد أهم المرتكزات األساسية السستي تقسسوم‬ ‫عليها، وإلى دفعها للتخلي عن أحد أهم واجباتها المركزية، وهي حماية األسس والمقومات التي قامت عليها الدولسسة أساسسسا،‬ ‫والتي هي في الحالة المغربية السلم، والقيام بمهمة حفظ الملة والدين التي يجسدها نظام إمسسارة المسسؤمنين. فهسسل يعقسسل مثل‬ ‫أن يطلب من الدولة أن تظل محايدة في قضية مثل الوحسسدة الترابيسسة وأن تسسترك األمسسر بيسسن أنصسسار الوحسسدة ودعسساة النفصسسال،‬ ‫وتبقى هي على الحياد، وتكتفي بأن تتفرج على األوضاع وتتابع عن بعد، وتنتظر مسا سستؤول إليسسه النتيجسة. إن قضسسية السسدين‬ ‫السلمي والقيم والوحسسدة الترابيسسة والوحسسدة المذهبيسسة، وغيرهسسا مسسن الثسسوابت الستي أجمسسع عليهسسا المغاربسسة، وشسكلت أساسسسا‬ ‫لتلحمهم ووحدتهم، تعتبر قضايا مصيرية ل يجوز أبدا للدولة أن تتخلى فيها عن القيسسام بواجبهسسا، بسسل عليهسسا دومسسا أن تكسسون‬ ‫حاضرة ومبادرة من أجل حماية الثوابت ولصيانتها والدفاع عنها في إطار القانون.‬ ‫الهدف الثالث :‬ ‫ويتجلى في الضغط من أجل تغيير القوانين في اتجاه مزيد من التضييق على الحلل، وخالصة فسسي مجسسال األسسسرة والسسزواج،‬ ‫وذلك من مثل المطالبة بالمنع الكلي والنهائي للتعدد في إطار الشرع، في مقابل عدم رؤية أي مانع من التعدد خسسارج إطسسار الشسسرع‬ ‫من خلل الدعوة لتحرير العلقات الجنسية، بل وعدم التحرج والخجل من الدعوة لتقنين الدعارة، ثم من خلل الدعوة للمنسسع التسسام‬ ‫للزواج قبل سن الثامنة عشرة بما في ذلك حالت الستثناء المعتبرة، ول يرون مانعا من ممارسسسة الفتيسسان والفتيسسات للجنسسس دون‬ ‫زواج قبل هذه السن، بل ويشجعونهم على ذلك ويحرضونهم عليه، ويدفعونهم إليه دفعا، بأشكال مختلفة.‬ ‫الهدف الرابع :‬ ‫ويتجلى في تجريم الرافضين والمناهضين للنحراف، وتسفيه آرائهم وممارسة الستبداد والرهاب الفكري عليهم، بل‬ ‫وعلى المجتمع بأكمله والعمل على حرمانه من حقه في رفض الظواهر الشسساذة والمقسسززة، واألذواق السسسقيمة والعليلسسة السستي‬ ‫يراد فرضها عليه، وحرمانه من حقه في التعبير عن رأيه فيها أو غضبه منها، وذلك باتهسسامه بسسالتخلف وعسسدم احسسترام أذواق‬ ‫الخرين وعدم التسامح معهم، ومسسن خلل شسسن الحسسروب العلميسسة وتخويسسف الغيسسورين والشسسرفاء والفضسسلء والعمسسل علسسى‬ ‫تشويه لصورتهم، والتحريض على أهل العلم والدعاة والخطباء والوعاظ من أجسسل التضسسييق عليهسسم وتكميسسم أفسسواههم وثنيهسسم‬ ‫عن القيام بواجبهم في البلغ والبيان والدعوة والتذكير واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر.‬ ‫- العمل على تطوير آليات التدافع‬ ‫إن التدافع ليس انتظارية وسكونا أو مبالغة في التحصين والمحافظة، أو ردود فعل تجاه "متغيرات لحظية"، بل هههو‬ ‫في العمق عامل نماء وارتقاء وتوسع وتطور. ولذلك فإن المنخرط في عملية المدافعة مطالب بالتطور والرتقاء والتجديههد‬ ‫سواء في الخطاب أو في المواضيع أو في زوايا التناول والتحليل، وذلك بشكل مستمر ومتواصل وبدون جمود أو انقطههاع‬ ‫في عملية التجديد والتطوير.‬ ‫وفي هذا المحور سنحاول أن نقف على التحول والتطور الذي طرأ على مقاربة حركههة التوحيههد والصههل ح وعلههى‬ ‫خطابها خلل السنوات الخيرة، كما سنحاول تلمس بعههض المعهالم أو الخطهوات السههتراتيجية الههتي يمكههن اعتمادههها فههي‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫عملية التدافع، ثم بعد ذلك سوف نقف بإذن ال تعالى على عدد من الخطهوات الجرائيهة الهتي نهرى أنههه يتعيههن القيههام بههها‬ ‫ه ه ه‬ ‫ه‬ ‫لكسب رهان هذا التدافع.‬
  • 5. ‫أول : الوقوف على التحولت في المقاربة‬ ‫لقد عرفت مقاربة حركة التوحيد والصل ح لعملية التدافع خلل السنوات الخيرة عددا مههن التحههولت والتغيههرات،‬ ‫والتي يمكن القول أنها لم تكن نتيجة لتخطيط معهد سهلفا أو مبرمهج مسهبقا، بقهدر مها أنهها قهد ت لَلهدت مههن خلل الحتكهاك‬ ‫ه ه ه وتدّه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫والتفاعل مع الحداث المتتالية ومع وقائع العملية التدافعية. ويمكن اعتبار صهدور "مدونهة السهرة" علهى إثهر معركهة مها‬ ‫سمي وقتها به"الخطة الوطنية لدماج المرأة في التنمية" بمثابة النعطافة في المقاربههة وفههي الخطههاب المعتمههد مههن طههرف‬ ‫الحركة، بل يمكن القول أن هناك خطاب ما قبل "الخطة" وخطاب ما بعد "المدونة".‬ ‫لقد تركز الخطاب إبهان المعركهة حهول مها سهمي بخطهة إدمهاج المهرأة فهي التنميهة حهول إنكههار المنكههر ومواجهههة‬ ‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬ ‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫النحرافات والمخالفات الشرعية واحهترام النصهوص والحكهام الشهرعية، ومهن ناحيهة أخهرى تهم الههتركيز علهى التهوجه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫بالخطاب من جهة إلى الدولة لتتحمل مسؤولياتها في الحفاظ على الملة والدين، ومن جهة أخرى إلههى الجمههاهير أو الههرأي‬ ‫العام من أجل التعبئة الشعبية وتشكيل رأي عام مضاد ”للخطة“.‬ ‫طُ‬ ‫أما بعد صدور ”مدونة السرة“، فقد عرف هذا الخطاب تحول نوعيا وملحوظا، خاصة بعد أن تشكلت لجنههة ملكيههة‬ ‫استشارية بمشاركة العلماء للبت في تعديل مدونة الحهوال الشخصهية وإصهدار مدونهة السهرة، حيهث أصههبح يههتركز فههي‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫المطالبة بالحفاظ على السيادة والثوابت الوطنية وعلى حماية مقومات الوحدة والستقرار الجتماعي.‬ ‫كما أصبح الخطاب يتوجه نحو تحميل المسههؤولية لمختلههف الفههاعلين مههن العلمههاء والفههاعلين المجتمعييههن والهيئههات‬ ‫والمؤسسات الرسمية والهلية، وأصبح التركيز بالساس على مواجهة الستئصاليين والباحيين الجدد المروجيههن للشههذوذ‬ ‫والميوعة والباحية والخمر والمخدرات.‬ ‫كما بدأت الحركة تتجاوز القتصار على منطق ردود الفعال إلى المبادرة بتنظيمحملت حول السرة والعفههة والحجههاب،‬ ‫وضد التدخين والمخدرات، وغير ذلك من المبادرات.‬ ‫ثانيا : اقتراح الخطوات التستراتيجية‬ ‫يتعين علينا ونحن نخوض هذه العملية التدافعيهة الههتركيز علهى أربعهة عناصهرمهمة: الول وهههو الرصههد المسههتمر‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫لتطورات عملية التدافع، والثاني العمل على اعتماد الفعل الستباقي، والثالث تحديد الخطوط المامية والخلفيهة فهي عمليهة‬ ‫المدافعة، والرابع العمل على استشراف الخطاب المستقبلي.‬ ‫العنصر الول،الرصد والتتبع الدقيق والمستمر للتحولت والتطورات والتغيرات التيتعرفها عمليههة المدافعههة، سههواء‬ ‫على المستوى التكتيكي أو الستراتيجي، أو التمظهراتالتي تتخذها في كل مرحلة مههن مراحههل التههدافع ومجههالته، ورصههد‬ ‫الليههات والمنهجيهة الهتي يعتمهدها الخروالعوامههل الهتي يسهتغلها، والظهروف الههتي يوظفهها والجهههات الههتي يعتمههد عليههها‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬ ‫سواءالمعلنة أو الخفية، وذلك من أجل استخراج الخلصات والعبر والدروس، واسههتخلص القواعدالجديههدة لدارة عمليههة‬ ‫التدافع ومداخله المعرفية والفكرية والسياسية. وهو مايستدعي إحداث المؤسسات المؤهلة للقيام بهذه الدوار وتأهيل القههائم‬ ‫منها وترشيدإمكاناتها وطاقاتها لكسب هذه المعارك.‬ ‫العنصر الثاني،اعتماد الفعل الستباقي بالنتقال من مرحلة ردود الفعال والحتجههاج إلههى مرحلههة الفعههل والمبههادرة‬ ‫واقتحام هذه الميادين الجديدة، والنفتا ح علىالفضاءات التي انتقل إليهها مجهال التهدافع، وتهيهئ الطههر والكفههاءات القههادرة‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬ ‫والكفيلةبحمل هذا التحدي إلى مداه.‬ ‫العنصر الثالث،تحديد الخطوط المامية والخلفية، بحيث أنه في كل عملية مدافعة لبد من تحديههد الخطههوط الماميههة‬ ‫التي تتصدر لعملية التدافع وتتحمل نتائجها، ثم بعد ذلك لبد من تحديههد الخطهوط الخلفيهة الهتي تهؤمن الههدعم والمسههاندة أو‬ ‫ه ه ه‬ ‫ه‬ ‫السناد، وخطوط الوسط التي تؤمن التنسيق بين مختلف الفاعلين والعاملين في المشهروع المتكامهل والمندمههج، سههواء فههي‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫العمل الدعوي والتربوي أو في العمل الجمعوي المتخصص أو السياسي أو النقابي أو العلمي، ثم تحديههد العلقههة بينههها.‬ ‫هل تكون عبارة عن شراكة أم تكامل أم فك ارتباط أم غير ذلك من الشكال المناسبة في العلقههة حسههب المجههال وبحسههب‬ ‫ما يسمح به الواقع وما تسمح به الظروف.‬ ‫العنصر الرابع، استشراف الخطاب المستقبلي، إذ لبد من التفكير العلمي المبني والمدروس لنوعيههة الخطههاب الههذي‬ ‫يتعين اعتماده في المستقبل على ضوء ما سبق، وما إذا كان يكفي مثل الكتفاء بخطاب احتجههاجي دفههاعي، أو أنههه يتعيههن‬ ‫النتقال إلى خطاب هجومي مبادر. وما إذا كان يتعين إثهارة جميهع الملفهات دفعهة واحهدة أم أنهه يستحسهن ترتيبهها حسهب‬ ‫الولويات، وما إذا كان من الفضل التركيز على الخطاب الديني المباشر أم أنه يكون من الفضل لو يتههم اعتمههاد خطههاب‬ ‫آخر ليس بالضرورة مباشرا.‬
  • 6. ‫ثالثا : اقتراح الخطوات الرجرائية‬ ‫إن التباري والتنافس والتدافع حول القيم يتركز بالساس في أربعة ميادين أساسية، الول يمثله الجمهههور أو الههرأي‬ ‫العام، والثاني تجسده النخبةوالطليعة، والثهالث يهتركز علهى مسهتوى مراكهز السهلطة ومحيهط اتخهاذ القههرار، فيمهها يههتركز‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫الرابععلى مستوى الهيئات والمنظمات والمنتديات والمحافل الدولية.‬ ‫وبناء على ذلك، لبد من التنبيه على ضرورة الوعي بأن القتصار على ميدان واحد فقهط مهن ههذه الميهادينوتركيز‬ ‫الجهد على جبهة واحدة مع إغفال بقية الواجهات الخرى، سيؤثر سلبا علىمسارات عمليهة التهدافع ونتائجههها، لنههه حههتى‬ ‫ه ه‬ ‫في حالة تحقيق النتائج المرجوة والهدافالمسطرة على مستوى جبهة واحدة، فإن الجبهات الخرى ستكون بمثابههة ثغههرات‬ ‫يمكن أن تتلقىفيها الثوابت ضربات مفاجئة.‬ ‫وعليه فإن المطلوب من كل المدافعين عن الجماعالمغربي، وعلى الثهوابت الدينيةوالوطنيهة، أن يكونهوا حاضههرين‬ ‫ومتواجدين في كل هذهالميادين، وعلى جميع هذه المستويات:‬ ‫على مستوى الرأي العاموالجمهور: وهو ميدان لم يعد المتنافسون يقوون فيه على منافسة شريفة، ومههع ذلكفههالمطلوب‬ ‫‌أ(‬ ‫من ناحية أولى العمل على التوعية والتحسيس الدائم والمتواصل للمجتمعبخطورة الهههداف وحقيقههة الغايههات المبيتههة الههتي‬ ‫تقف وراء كل هذا الهجوم وهذا الستهدافالموجه ضد الخل ق والقيم والثهوابت والمبهادئ. ومهن ناحيههة ثانيههة العمههل علههى‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫إشراكه فيالنقاش والتفكير وفي الفعل والتفاعل، وفي التعبير عن رأيه ورفض كل محاولة لتهميشهأو تحييده أو عزلههه عههن‬ ‫عملية التدافع، لن وعي المجتمع وتحركه وتعبيره عن رأيه، يمكنه من القيام بواجبه في حماية الثههوابت والقيههم المركزيههة‬ ‫الضههامنة لوحدتهواسهتقراره، وذلهك مهن خلل ممارسهة الرقابهة النقديهة الواعيهة علهى فكهر النخبهة وعلىسههلوكها وأدائههها‬ ‫ه‬ ‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫الجتماعي، ودفعها نحو القيام بواجبها كذلك في حماية الثوابتوالقيم.‬ ‫‌ب( على مستوى النخبة: ل بد من العمل على ثلث واجهات، الولى تهم تكههوين تحالفههات مههع المتضههررين مههن الفسههاد علههى‬ ‫اختلف توجهاتهم وقناعاتهمالفكرية، والعمل على توسيع جبهة مقاومة الفساد من خلل إشراك الجميههع فههي إدارةالمعركههة‬ ‫وعدم التفرد بها، وذلك من أجل تعاون الجميع على مواجهته وفضهحه والتقليلمنهه، والتضهييق علهى المفسهدين والحههد مههن‬ ‫ه‬ ‫نفوذهم. والثانية تقوم على العمل من أجللوصول إلى أصحاب المبادئ والتواصل معهههم للبحههث عههن المشههترك النسههاني‬ ‫والجتماعيوالحقوقي والثقافي، ومن أجل توضيح وجهات النظر وتسليط الضوء على المناطق الغامضة، ورفع اللبس فههي‬ ‫حال وجوده. أما الثالثة فهي العمل على إدارة عملية المدافعة بمنطقاستيعابي تواصلي إقنهاعي وبأسهلوب عقلنهي، عهوض‬ ‫المنطق الصراعي العدمي.‬ ‫‌ج( على مستوى مراكز السلطة ومحيط اتخاذ القرار: وهو ميدان أسهم غيابنا من جهةوخطابنا قبل مرحلة المراجعههات فههي‬ ‫ترك مجاله حكرا على الخر الذي تمكن من بث خطابيصورنا عدوا لدودا وبديل مخل بالتوازنات. ولذلك ل بد من العمل‬ ‫على دعم القائمينعلى المسؤولية العمومية في هذا المحيط للقيام بواجبهم، خصوصا في قضايا الهويةوالقيم والثههوابت وفههي‬ ‫الحفاظ على السس الدينية والثوابت الوطنية والمبادئالخلقية التي بنيت عليها، والحفهاظ علهى الجمههاع المغربههي وعلههى‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫المرجعيههة السههلميةالتي أجمههع عليههها المجتمههع لمهها تههوفره مههن عناصههر الوحههدة والسههتقرار، والعمههل علههى مواجهههة‬ ‫الخطابالمؤدلج الهذي يهدفع فههي اتجهاه تحييههد وإضههعاف أسههس المشههروعية الدينيههة والخلقيهة للدولهة المغربيههة وعناصههر‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫تماسكواستقرار المجتمع وضمانات وحدته ورقيه.‬ ‫على مستوى الهيئات والمنتدياتوالمحافل الدولية: وهي ميادين ما يزال ولوجنا إليها محتشما، وإدراكنا للياتالعمههل فيههها‬ ‫‌د(‬ ‫محدودا، ومع ذلك ل بد من البناء على هذا الوعي والسعي من أجل أمرين، أولهما العمههل علههى تأهيههل وتكههوين الكفههاءات‬ ‫القادرة من جهة على البداع والجتهاد فيالتعاطي مع المواثيق الدولية والتعامل مع مقتضياتها بما يكفل الستفادة القصوى‬ ‫منمزاياها ومقاصدها التي تتوافق مع مقاصد الشريعة السلمية ول تتعارض معها، وفي نفسالوقت الجتهههاد فههي مناقشههة‬ ‫المختلف حوله وتوضيحه حههتى ل يبقههى المجههال مفتوحاللتههأويلت المغرضههة والمحرضههة ضههد الههدول السههلمية، وضههد‬ ‫الشههريعة. وثانيهمهها الجتهههاد منأجههل الحضههور فههي المحافههل والهيئههات والمنظمههات الدوليههة، وعههدم تههرك هههذه السههاحة‬ ‫للمتغربينوالمستلبين يدعون تمثيلنا فيها، والعمل من خللها على تكوين تحالف عههالمي يضههم جميعالمههدافعين عههن الخل ق‬ ‫والقيم في العالم، بغض النظر عن أديانهم أو توجهاتهم، والمدافعين عن السرة، وغير ذلك من المواضههيع الههتي تسههتهدفها‬ ‫تيارات الشذوذ أوالنحلل والتفسخ.‬
  • 7. ‫وفي ختام هذه الورقة فإنه لبد من الشارة إلى أنها تبقى إطارا نظريا، وهي محاولة تسعى لطر ح صهورة متكاملههة لدارة‬ ‫عملية التدافع والمساهمة في ترشيدها، حتى تؤتي أكلها والنتائج المرجوة منها.‬ ‫محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والصل ح‬